الأحد، 29 مارس 2009

مُنَجنَج


وأنت تضيّع كل صباح لحنا جديدًا، يسحقه صخب العناوين. وتعثّر ايقاعه كلمة العدد.


وانت تمزق كل مساء بيت شعر آخر، شظايا تطعمها لنار الصراع.


وانت تهاجر قصة حبٍ أخرى، لتسابق الأحياء على خبر الموت المكرر للمرة العشرين هذا اليوم.


وانت الماكر الكاذب حين ضيعت صدق الأغاني على طاولة الأحياء للتفاوض على أسلوب الموت وتضيّع ليل طويل في سر المؤامرة، بدل أسرار النبيذ.


وهجرت المسرح، قبل ان تنطفئ الأضواء، ولم تحفظ الأدوار..لم تعرف الأدوار.. فدورك غير دورك..ولا أنت أنت.

الثلاثاء، 24 مارس 2009

عاشت الأزمة الإقتصاديّة

الآن فقط أستطيع، وأخوتي في كليات الآداب، وبفضل الأزمة الإقتصادية أن نشمت بطلاب كليات العلوم التطبيقية؛ هل تشعرون الآن معنى أن تحمل لقبًا دون إماكينة عمل؟

الاثنين، 23 مارس 2009

عن عودة مؤقتة...

وقال شمر: رجل مُعِيدٌ أَي حاذق؛ قال كثير: عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ، جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ: العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ؛ وأَنشد: كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء؛ قال: بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً، فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ، والعَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهري: وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً: رجع.
قال سيبويه: وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه؛ تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه، إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه، وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول: رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت، فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ، فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ؛ انتهى كلام سيبويه.
وقال أَبو العباس: المعنى في قوله: يعودون لما قالوا، لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه.
والمُعاوَدَةُ: الرجوع إِلى الأَمر الأَول؛ يقال للشجاع: بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ.وتعاوَدَ القومُ في الحرب وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه.وبطل مُعاوِد: عائد.

إلى هُنا لسان العرب، للسان المُنجنِج الآن، فكأن هذه المدينة ذات القدرة الإلهية على مقاومة التمزّق درّبت أوراقي على عدم التمزّق، وكأن المدينة انتصرت على سلة المهملات وجرو الجيران الذي يمرن أنيابه بعشرات الأوراق المرمية إلى المزبلة الأدبية خلف بيتنا. هناك ما يرفض التمزق بعد اليوم، وهو أمر آخر غير التكنلوجيا التي منعت عنّا متعة تمزيق الأوراق التي نكتبها على شاشة الحاسوب، ومع اني كنت أكتفي بالصوت الصادر من تفريغ سلة المهملات المحوسبة.

لم أعُد، إلا أني رحلت إليكم. فمكاني الطبيعي هو الرحيل الدائم ورحلة الإختفاء الدائم من مكان إلى غيره. كم جميلة هي المدوّنة المهجّرة، أجمل من القرية المهجّرة، فالنصوص والقصص في المدونة تبقى كاملة، ذاتها، ثابتة، لا تتغير ولا تأكلها الدواب ولا يستغلها المدمنون. إلا أن حين العودة إلى القرية سيكون أكثر صخبًا من عودتي الهادئة إلى مدونتي.

مدوّية. مدوية بهدوء. دون ضجة، عدا ضجة الأطفال المتثاقلين على طريق المدرسة، وبعض الأغاني.

ثم أخيرًا، لقد تخلّصت من الضغينة اتجاه من يحاولون الكشف عن هويتي، فليكن.

سأعود إلى هنا عدد من المرات، قبل أن أرحل مجددًا.

أحبكم.

المُنَجنِج.