الثلاثاء، 10 مارس 2015

ملاريا

"كانت في عزلةٍ تامّة، لا أحد يأتي إليها بكلمة، بكسرةٍ من حنان، بكوبٍ من اللبن. كان عليها أن تخرج بنفسها، فيما بين نوبات الحمى الراجفة، لتبحث عن فطيرةٍ جافّة لتأكلها، دون أي شيء آخر." 

" كانت تعيش في ذاكرتها أيام طفولتها في قرية بعيدة حيث يتماوج عبير أشجار الصنوبر التي تبعث الانتعاش، وتغريد البلابل العاشقة، ورائحة العجول الصغيرة الممتلئة بالحيويّة والنشاط، وايقاعات الجداول المتدفقة، وطزاجة الحقول التي يبللها الندى، وبساطة حياة الريف تتخللها الصلوات على المسبحة.

وفي قنايا جنبات القرية الصافية الباهرة، بدأت تلاحظ كيف بدأ صدرها ينمو، وكيف تفاعل جسدها مع أول تباشير الحب، الحب البسيط، دون تعقيدات المدنيّة، بل بالعذوبة البدائية التي اتصفت بها كتابات الحب الرعوي، وبعد ذلك، جاء حنينها للذهاب إلى الساحل، بما يوحي به الحلم بذلك من سعادة وآمال واعدة."


"وفي احدى ليالي شهر اكتوبر، كان الرجال يحصنون ضفة النهر بأكوام أجولة الرمال. وكان تدفّق نهر "أولوا" مريعًا، كانت المياه ترتفع فوق مستوى الحاجز، واختفى ديميتريو في التيار الهادر الذي كان يتضخّم دقيقة بدقيقة في العاصفة."


"واستحالت عيناها اللتان عرفتا من قبل كيف تحبّان إلى بئرين جافتين ليس فيها إلا الألم؛ ولم تعد يداها تحملان آمال الهدهدة أو الدفء الساحر؛ وأصبح ثدياها الضامران لا يكادان يظهران تحت بلوزتها القطنيّة المتواضعى؛ لقد عاثت فيها عاصفة البؤس خرابًا، ولم يعد متبقيًا منها سوى يقين الموت البارد"

مشتاقلك.

الأربعاء، 11 فبراير 2015

دمّ على كفّ

في إشي كثير جميل بتعبير "حامل دمّه على كفّه". للوهلة الأولى بتظهر كأنه دعوة للموت والدمويّة. بس فكري فيها منيح يا حب، باللحظة الي فيها بصير النظام يهدد حياتك بتحمل فيها دمّك ع كفّك، العنصر الي محبوس بجسمك، بتحرّك وبعطيك الحياة، كأنك بتمسكه وبتحمله، زي كأنه حامل لامبة وماشي فيها  بالليل. زي كأنّك حامل حياتك على  كفّة إيدك زي م بتحمل عصفور أو صوص أصفر صغير متغطي بحرام دافي. فيها إشي كثير عايش، حامل حياته، أقوى إشي فيه، رافعها، مش حابسها بجسمه. فيها مقولة إنه لأ، حياتنا مش حبيسة جسمنا. حياتنا مش حبيسة حاجاتنا الحيوانيّة الأوليّة.

غريب

مشتقلك كثير


الجمعة، 6 فبراير 2015

مبعرفش إذا معنى للي عم بحاول أقوله، يمكن بدّي أكتب بسّ لأني عم بدوّر على الطريقة تخلّيني شويّ صغيرة أكون قريب. بتخيّل إنه أصعب إشي بالحياة هو لمّا الناس بالنكبة تهجّرت من بلادها وسكنت ببلاد لزق بلادها، بيوت لزق بيوتها. هذا الشعور انك تخسر ومتقدرش تنسى انك خسران. شعور إنك تخسر وتضلّك كل يوم كل يوم عم تحس بكل تفاصيل اللي خسرته. 

أنا بحب  لينين. لما كنت صغير قريت كتاب اله اسمه "بصدد الجملة الثوريّة" واستفزني قديش مكنتش فاهم ولا إشي. بتعرفي ليش لينين كان مختلف عن الكل؟ وليش، حتى لو نظريّته كانت رجعيّة نسبة لنظرية تروتسكي، ليش لينين كان أهمّلي؟ لأنه خطاباته لما كانت تنتقل للورق مكنش ينقص اشي من النار الي فيها، من الحماس الثوري الي فيها. كنت أحس أنه الصفحات حامية، بلا م أفهم، بس كنت أحس أنه الصفحات زي الجمر. فكرتي مرّة بكلمة جمر؟ فكّرتي قديش هاي الكلمة لحالها، حتى لو منعرفش معناها، كلمة حامية؟ في هيك كلمات. بتحكي شو هي من قبل وجود الغرض الي بتوصفه. في الفكرة تبعت الغرض، بعدها بنتج الغرض، بعده بتنتج الكلمة الي بتوصف الغرض. بس في كلمات غريبة، كأنها بتسبق الغرض نفسه، كأنها طلعت من فكرته، قبله. إسمك هيك. عم بتذكر الموضوع لأنه شفافي عليهن هيك خطّ أسود.

على سيرة الشفاف. صارلي يومين أفكّر شو راح يكون شعوري إذا العلم بكتشف إنه في جراثيم بتتكاثر بالتزاوج ومش بالانقسام. وإنه السوسة اللي بالأسنان بتتكاثر بالتزاوج. وإنه يوميًا في بثمنا كائنات حيّة عم تعمل سكس. صح بكون حلو؟ فكّري بالموضوع. إذا بتشغّلي مخّك معي منيح بتلاقي إشي كثير لذيذ بهاي الصورة. إنه قد م الواحد يكون حزين، قد م الواحد يحسّ بعيد عن العالم، ويحسّ إنه لحاله، قد م يكون جاي عبالي يتخبّى بحاله قد م حاسس غريب عن كلشي حواليه. بضل في شعور حلو صغير صغير عن إنه في إسا ثنين، حتى لو جرثومتين، بثمّي، عم بحبوا بعض وبعملوا سكس. في اشي بالثم كثير لطيف، إنه هو جزء من الجسم الي بقدر يوخد أجسام من الحال، ويحوّلها لجزء منّك. كأنّه الباب الي بتحوّل فيه كلشي انتي مغترب عنّه، بتحوّل لذاتك. بس السوسة لما بتتكاثر كان بتضل ع هاد الباب. كان كائنين جرثوميين تافهين بضلوا يحبوا ببعض على بوابة جسمك إلي منها بتقدري توكلي العالم. تستخفّيش بشو عم بقول. مع الوقت بتصيري تتقبلي الصورة. أنا مع الوقت صرت كثير أحب هاي الصورة. في بس مشكلة واحدة منتبهتلهاش إنها من هديك اللحظة اللي الجراثيم صاروا يتزاوجوا فيها، صار ممكن أنا أتكاثر بالانقسام. هيك، أكون قاعد ع الشباك، يطلع مني كمان واحد. 

إشي بخوّف.

بموضوع الخوف، كنت بدي أكتب إشي كثير حزين، كثير عنيف. كنت فاتح الصفحة وبادي أكتب أشياء بتخوّف عنّي، عن المستقبل، عن شو بفكّر عنّك، عن شو بخاف تفكّري عنّي، وعن كل الأشياء المجنونة والقاتلة الي ممكن تطلع مني بكل مرة فيها عم بتذكّر إني خسرانك. بس لسببٍ ما صرت أفكر فجأة بأشياء حلوة وزرقا وزهريّة... وخضرا... مش عارف من وين طلعت معي هاي الفكرة تبعت السوسة، بس ضحكتي بصوت عالي. صارلي زمان مضحكتش بصوت عالي وأنا لحالي بالغرفة. فجأة صرت أشوف ألوان حلويات من هدول الحيايا والدلافين الملوّنات، وإسمك، وشفافك، وصوتك لما تتصلي معجوقة على إشي صار معك. اه، من زمان كنت بدي أقول، بس كل مرة بتخيّلك معجوقة ومبسوطة على إشي، بتخيّلك عم تركضي نازلة ع درج. بعرف منيح ليش هيك بتخيّل، بس مؤخرًا صرت أتخيّل هاي الصورة وإنت نازلة على درج مدرستنا. مش عارف ليش. 

 اه كنت بدي أقلك كمان إنه عندي سنّ عم بسوّس، وكثيركثير كثير كثير بوجّع. 

بس لا جد، مكنش قصدي أقول إشي معيّن قد م كان قصدي إني أحكي معك، بالأساس.

أنا بحبّك

الجمعة، 24 فبراير 2012

يمكن؟

- مرحبا مدونتي، 
أنا متأسف اني عم برجع بعد سنين، بس أنا محتاجك. 






يمكن لو في بينها وبينه حكي... كان حكوا
يمكن لو في بينها وبينه دمع... كان بكوا
لو كان في طريق تودي شوي شوي... كان مشوا...
أو كان في شي درب يوصل بينها وبينه... كان لقوا


يمكن لو في بينها وبينه قصص... كان قرأوا
يمكن لو في بينها وبينه سمع... كان دعوا


لو كان في طريق تودي شوي شوي.. كان مشوا
أو كان في شي درب يوصل...
كان لقوا


يمكن لو في بينها وبينه حلم... كان غفوا
يمكن لو في بينها وبينه سلم... كان نسوا


لو كان في طريق تودي شوي شوي كان مشوا..
او كان في شي درب يوصل بينها وبينه... كان لاقوا


يمكن في نعمة واحدة بينها وبينه عم بتعيد...
يمكن في ناس كثيرة بينها وبينه ما بتفيد*...
يمكن في قمر او شجر أو شي جسر حديد
يمكن في سهل او في جبل او في شي وادي بعيد....


يمكن في طريق جديدة بينها وبينه... وبس أنا شايفها




* هاد أنا.

الأحد، 7 يونيو 2009

إنتهت الإنتخابات النيابية في لبنان.. وكانت النيّة بيَّة ان أكتب منذ عدة أيام حول هذا الموضوع إلا أني آثرت الإنتظار حتى وضوح صورة النتائج.. وإليكم بعض البرقيّات القصيرة..أو غير الفصيرة عن الإنتخابات النيا*ـيّة في لُبنان؛

1. الحمدلله أن المعارضة لم تنتصر، لكي تبقى المعارضة "معارضة"، فالمعارضة لو إنتصرت، لأصبحت "موالاة".
اشكروا ربكّم أن المعارضة اللبنانية لم تشكل اكثرية وتحمل مسؤولية تشكيل حكومة، فتشكيل الحكومة يحمّل كتل المعارضة مسؤوليات ومهام قد تنزع عن حزب الله طابعة الحزب المقاوم، وتحوّله من حزب إدارة صراع سياسي عسكري إلى حزب إدارة دولة بما تحمله من هموم مدنيّة وإقتصادية وإجتماعية تأخذ الحيز الأكبر من أداء دولة ذات تأثير سياسي (على الصعيد الرسمي)، يكاد يكون صفريًا.
على المقاومة ان تبقى مقاومة، وأن تقوم بدورها مفصولة عن جهاز الدول، وإلا لسارت المقاومة على خطى حماس التي لا نستطيع ان نقيّم توليهاالحكومة مشروعًا ناجحًا.


2.الساعة الثالثة والنصف صباحًا في زحلة توقّف الفرز بعد فرز 136 قلم من أصل 242 أقلام.
التصريحات تصدر من كل حدٍ وصوب.. ويصدح حسن يعقوب بأن: "الصناديق المحتجزة في سراي زحلة من لون واحد ولصالح المعارضة وأوقف فرزها عمدا"، وموقع كتلة التغيير والإصلاح يبث أخبارا حول "لغص" في الأقلام الشيعية في زحلة، والصبايا على الفيس بوك تنتظر.
وحدهم من يغلقون الأبواب على أنفسهم في سراي زحلة يعرفون سر توقف الفرز: عرق زحلة!

3.النتيجة التي بعصتني بحق كانت خسارة الفنان غسّان الرحباني الذي كان قد ترشح في دائرة المتن في لائحة المعارضة، غسّان، الذي بنفسه سخر من الموضوع (كما وردت الأنباء)، حصل على 39434 أصوات.. وكان يفصل عن الدخول للمجلس النيابي أقل من 900 صوت من أصل 160 ألف صوت في أقلام الروم الأرثوذوكس متفوقًا على رجل الأعمال وإبن مؤسس شركة Alitalia للطيران..وإبن ساقية المسك.. وأبو مااارك وجوليييييييي اووووهه ماما الأستاذالياس مخيبر الذي استلحم لدخول مجلس النوّاب. كنّا نريد من غسّان أن يشد مؤخرته قليلًا، لنراه يدخل إلى البرلمان يجر ورائه الفور كاتس.. لربما.. الله يسمع دعواتي.. تنجلط نائلة التويني وتفك عن طيزنا.

4. إذا كان هناك من يستحق تعظيم سلام بكل ما يتعلق بحملته الإنتخابية فهم التيار الوطني الحر... والجنرال.. وطبعًا جنرالاته من الإنااث الله يحفظهن ونشوفهن منوّرات بكل إنتخابات.

5.التيار الوطني الحر نشر يوم الانتخابات وببث حي ومباشر..نشر عرض الموالاة، وإليكم بعض النماذج التي نشرها التيار في موقعها لحظة بلحظة:

16:53 بعبدا: وجد مختار فرن الشباك جوزيف قسيس يوزّع لوائح للمرشح أدمون غاريوس داخل أقلام الاقتراع.

17:27 المتن: لوائح ملغومة وعمليات تشطيب داخل فريق الموالاة في المتن

17:39 كسروان: والدة فريد هيكل الخازن توّجهت إلى فيترون لمساعدة ابنها في تحصيل بعض الأصوات

18:17 زحلة: يقوم المدعو ت. قاصوف الموالي للنائب فتوش بشراء الأصوات في موقف قلم الراسيه

17:16 طرابلس: في الزاهرية مركز ايفون غازي يقوم المختار جورج عطية الموالي لفريق 14
اذار برشوة علنية على باب مركز الاقتراع بدون ان يتعرض للازعاج من قبل قوى الامن .

كل الإحترام.


6.بالرغم من التقسيم الطائفي النتن والمخزي الموجود في لبنان، والذي تتأسس عليه كل المنظومة السياسية في لبنان، إلا أني أهذي أحيانًا: أليس هذا التقسيم هو الإمكانية الوحيدة ليصبح التصويت سياسيًا؟ .. إنو أهوّنلكوا إياها.. لأو ان التقسيم ليس طائفيًا، لكانت كل طائفة ستكوّن حزبًا وترشّح شخصًا، وتدعمه خوفًا من الطائفة الأخرى.. إنو .. هيك ..خلص.. فش خوف من الطائفة.. هيك كل الطوائف بتختار بين المولاة لأمريكا وبين المعارضة لأمريكا بدون متخاف على نفسها كطائفة..
مش عم ببرر.. عم بهذي وبس... إيري بإتفاق الطائفـ...يّة.

7.دائرة بيروت الثانية...مابيخ هاللعبة.

8.كلنا نعرف، أن أي اغلبية ساحقة للموالاة، لن تؤثر على أي شيء في المواضيع المهمة بالنسبة لنا، لا السلاح ولا التوطين ولا المقاومة ولا شبكات الإتصال ولا العلاقات مع اسرائيل ولا ولا ولا... كلنا نعرف من يحكم في هذه المواضيع. وعلى الدنيا السلام، فحطوا إجريكو بمي باردة.

9. هل سمعتم أحد القياديين في حزب الله يقول ان هذه الإنتخابات مصيريّة؟ بقطع راسي.

10. لبنان الأرض الخصبة للديمقراطية المثالية. نقطة.


أي أخطاء مطبعية وردت، أعذروني... سكران وتعبان. وفي بوست سكس لازم اطبخه براسي. سلامات.

هاي إنتخابات!

الخميس، 28 مايو 2009

حبيبتي، بدّك عطاولة المكوى؟

إلي يومين عم بفكّر...سكس على طاولة المكوى... حدا مرّة جرّب؟

الأربعاء، 20 مايو 2009

"بين" الماضي والحاضر..حقيقة.

بتتذكروا مستر بين ؟.. بتتذكروا الحلقة إلي بيروح فيها يغسل أواعيه بالمغسلة؟ وبيفوت على قلب الغسّالة..وبتيجي مرأة بتسكر عليه باب الغسّال.. وبصير يدور معها ويخبط على القزاز من جوّا؟ .. متذكرين إنو مستر بين انغسل؟
كنت كثير صغير.. كثير.. كنت اقاتل إنو اضل سهران عشان احضر مستر بين... ويومتها طلعت إشاعة إنو مستر بين مات وهو يمثّل عشانه انغسل..وانا صدقت..
اليوم اتذكرت الموضوع..وفهمت انو مستر بين ممتش.


الجمعة، 15 مايو 2009

الأحد، 10 مايو 2009

خير الكلام


"اما القشور المنتشرة فوق الأغشية الانفية عن يسار الحلق، فتشير الى قلقي بسبب افراطي يومئذ في تعاطي الكوكايين، وكان قد بلغني منذ ايام أن احدى المريضات تعاطت الكوكايين مقتدية بي، فأصيبت بالتهاب وقروح في غشائها الانفي وكنت انا اول من اشار باستخدام الكوكايين للعلاج."
سيغموند فرويد، من "تفسير الأحلام".

الاثنين، 27 أبريل 2009

...المُنَجنِج..أو حدا...أو ثنين.


Beautiful Disaster says:
kul yom ba7ib ana btabee3et il 7al
kul yom ba7ib 7ada aw tenein
o banam bansaahum

الأحد، 26 أبريل 2009

حول الصغرياء؛ رسالة شخصية غاضبة.

عزيزي السيد دبدوب المقرّن.
تحية وبعص...
الموضوع: ليش يا منيك مزعّل البنت؟
في البداية، وقبل ان نخوض غمار الحديث العميق حول الموضوع إياه، دعني أوجه إحترامي الشديد لك (سابقًا)، والذي لم تكتسبه حضرتك بفضل مهاراتك، ولا شخصيتك المتميزة، ولا المجهود الحربي ( شووو؟) الذي تقدمه. أوجه لك إحترام الشديد (ألذي كان) بفضل مشاعر فتاة جميلة وبريئة جدًا (لدرجة لا أحتملها) لك، وبفضل الحديث الطويل والممتع والمثالي الذي سمعته عنك، وعن الفرح الذي كانت تلاقيه في حبّك تلك الفتاة؛ وأقول كانت تلاقيه في حبك، وهذا لا يعني بالضرورة أنك مصدره...هذا ما استنتجته لاحقًا.
عزيزي، يبدو انك محظوظًا، (كنت)، لأن الحظ يستدعي حد أدنى من الذكاء لمحاولة إستيعابه وإعادة بلورته، وأنت للأسف، كنت في هذه العلاقة، حمار بإمتياز.
عزيزي، لقد ضيّعت من يدك فرصة كبيرة عبر إمرأة صغيرة، أعطتك كل ما عندها، ولم تطلب مقابل يومًا. إمرأة صغير كانت تتنازل دائمًا عن كل شيء لتكون أنت على قدر كاف من السعادة، يسمح لها ان تتابع التنفّس، فهي، خلافًا لحضرت جنابك المحترم، تتنفس وتعيش على سعادتك، وليس على "التياسة" والغرور الشوفيني الناتج اساسًا عن عقد نقص واضحة لا تستطيع سدّها إلا عبر خنق إمرأة صغيرة كبيرة بشعور الذنب الذي لم تركبه، وتأنيب الضمير، ليس لأنها أخطأت، بل لأنها تملك ضميرًا أوسع من الكبرياء، وأصغر من البعد عنك.
عزيزي الدلو، ولا نقصد الأبراج، ليست المرة الأولى، ولا أعرف الأسباب، أعرف أنها المرة الألف التي يشتعل الصدام بينكما، وأنها المرة الأولى بعد 999 مرّة، التي لم تتنازل لك فيها، ولم تزحف لمصالحتك...في الأسبوع الأوّل.
فيا عزيزي ظلّت تنتظرك، لا لتقول عذرًا، بل لتفاتحها بالموضوع على الأقل، وويحك أن تظن أنها انتظرت لأن شيئًا ما تغيّر فيها، كل ما في الأمر أن لها صديقة تشبهك بالكبرياء الصغير هذا.
ويا طيزي، تركتها تلملم الأمل بصمتها..وصمت رنين الهاتف. تركتها هكذا دون شيء، دون إكتراث. كانت اللامبالاة موجعة شرسة صاخبة جشعة مجحفة خارقة، تخرق الصدر وتجلس هناك تذكّرنا، وتذكّرها خاصّة، بالجدار الذي بقي بينكما بعد كل هذه السنوات. قد تكون هي، سبب بقاء الحاجز النفسي بينكما بعد كل هذا الوقت، وقد يكون الحديث المستمر عن "الكبرياء" فيما بينكم هو جزء من حاجز نفسي لم تفلحوا بكسره لا أنت ولا هي، إلا أن الحاجز النفسي المتمثل بالـ"كبرياء" بين اثنين لا يعني بالضرورة المازوخيّة. وحتى لو كانت مازوخيّة، فعلى الأقل في المازوخية تستمتع أنت بتعذيبها، إلا أنك تعرف جيدًا أنك لا تستمتع، أنت تتألم، وتموت من داخلك، ونحن نعرف، كلنا نعرف، وهذا أسوأ، فيا ليتك تستمتع، بل أن مستعد أن تموت وتتألم كل عمرك، فقط من اجل تعذيبها.
ثم إنكسرت. ليلة قبل مباراة كرة السلة التي عقدت في جامعتك البعيدة عن مدينتها، كانت صديقتها تقنعها ألا تكلّمك، وألا تبلغك قدومها، وأنا أحاول أن أرغمها على تبليغك والحديث معك للمرة الأخيرة، ومحاولة إنهاء كل هذا الموضوع المؤلم. فأرسلت لنا تلخيصًا للحديث رسالة نصيّة قصيرة: "لا أستطيع إجتيازه...أريد أن أكبر مع هذا الرجل." فظننت للوهلة الأولى أنك رجل. إلا أنك لم ترد على الرسالة النصيّة الأخرى التي ارسلتها لك.
يوم المباراة تجاهلتها، بالرغم من أنها زارت بيتكم للقاء عائلتك الكريمة، أو الكريهة، لا يهم، فعلى كل الأحوال، ستأخذ عائلتك في كمالة الرسالة، نصيبها من الغبن التاريخي المتمثل في ولادتك. لم تلق عليها السلام، لم تظهر لتريها وجهك السموح، لملمت رائحتك الكريهة (التي تحبها هي) من كل زوايا المنزل وخبأتها، لئلا تشمّ رائحتك، ولو للمرة الأخيرة. منعت عنها كل شيء... كل شيء... كل شيء.
إلا أنها، ولا تسألني كيف، إستطاعت أن تخبأ في عُبّها الدافئ "شيء". شيء جعلها تحمل هاتفها أثناء العودة، وتقول لك، ولو للمرة الأخيرة...ولن تكون الأخيرة... "بحبك وإشتقتلك...وإعمل شو بدك."
قلت باردًا: "طيّب. بعد بدّك إشي؟"
-"لأ"
-"خلص لكان، بعرف إنك منيحة، سألت عنّك قالولي إنك كثير مبسوطة. ما في داعي نرجع نحكي...يبدو إنك مرتاحة هيك.. هيك أفضل.. أريح إلي وأريح إلك"
-"إحكي عن حالك شو أريح إلك...ما تحكي عنّي."
-"لا لاء.. أريح إلك.. سألت.. قالولي إنك مبسوطة ودايمًا تضحكي بالجامعة...وما شاء الله عنّك...بتلعبي باسكيت وبتروحي وبتيجي..."
ثم انتهى الحوار. دون نتيجة. وكنت تريدها أنت ان تتشح السواد وتولول على فراقك وتلطم على وقع إيقاع "رثاء الحسين في كربلاء" و"أخاف من أعوفك بعد ما أشوفك"، وتريدها ان تعتكف المنزل لتمجد الحب الميّت... لماذا؟ فلا هي يلينا ايفانوفا بوبوفا ...ولا أنت نيكولاي ميخايلوفيتش ولا آخر يمارس دور الدب ولا أنا تشيخوف... ولم تمت أصلًا.
الحُب هو فعل الإدمان على فرح شريكك، بغض النظر عن أي شيء. كان الحوار الأخير تعبيرًا واضحًا فاضحًا عمّا يزعجك بالحقيقة: فرحها.
حديث شخصي جدًا.
قلت لك في الفقرة الأولى "دعني أوجه إحترامي الشديد لك" ثم قلت "احترامي الشديد الذي كان" وبما أنه كان، أي أنه غير قائم الآن، أي أن وجوده معدوم، و"أوجّه" هو فعل مضارع، لا يمكن للمفعول به ألا يكون موجودًا، على الصعيد العملي.
وبما أنني مصر على التوجيه، ولا يوجد احترام لأوجهه، فسأوجه "عدم إحترام"، وفي حال كان "عدم الإحترام" غير مفهوم لديك، فسأوضّح.
ففي تعريف عدم الإحترام كما أتى في معجم "الحلّيصي": "عدم إحترام المرء هو أن يُكَسكَس لأمه ويُلعن طعريس والده، وتُضاجع أخته في كل المضاجع مع كل رائي وسامع، ويجلس أخاه على خازوقٍ ناطحٍ للسحاب، أما هو، فتُخترق مؤخرته بحفّار آلي "كونغو" إذا تيسّر، أو مقدح "بوسس" إذا تعسّر."
إلا أنه وبحسب تعاليم الأولين، أن أنماط وقواعد تحديد المفعول به بفعل "عدم الإحترام" هي دقيقة، ما يخصّك منها أن تكون "حقير، منحط، مزبّل، مقرّن، لا مبالي بمشاعر الآخرين، إبن قحبة، معفّن، يعلم الله مع مين عم تطلع يا أخو المزبلحة، انشالله تكتشف إنو ابوك مش هو أبوك وإنك إبن جبريل الرجوب، متخلف، رجعي، نصّاب، واطي، مزبّل (قلناها مزبّل؟)، سافل، صغير، غبي، مراهق (مراهق مش كلمة عاطلة..تفكّرش إنو بسبّك)، يا رب تلاقي اختك نايمة مع كنغر.. أو وحيد قرن.. او أسد.. حتى لو كان الأسد إلي على دوّار المنارة..أو تطلع سحاقية(وهاي كمان مش مسبّة) وتلاقيها نايمه مع زرافة... (على أساس انو الزرافة أنثى..صحيح الزرافة أنثى ولا ذكر..طيب إذا أنثى شو اسم ذكر الزرافة؟ وإذا ذكر شو أنثى الزرافة.. عزيزي الدبدوب.. اجب على السؤال واربح معنا عضو جنسي اصطناعي تهديه لأخيك بمناسبة عيد العمّال).. وإنسان غير مسؤول وغير متّزن في علاقاتك الإجتماعية والعاطفية."
ومن هذا المنطلق وجدت انه من الملائم توجيه عدم إحترامي لك.

لك جزيل الشكر.
غبطة المُنَجنِج، عليّ الصلاة والسلام.

السبت، 4 أبريل 2009

وضوح

الحرب على غزّة.
الليلة الأولى، خرجت وكتبت على جدار المدرسة العملاق:
عاشت المقاومة الفلسطينية المسلّحة

الليلة الثانية:
فلتسقط آلة البطش الإسرائيلية...وليستمر القسّام!

الليلة الثالثة:
الموت لحكومة رام الله!


الليلة الرابعة:
يا من ورائي لا تخونوا موعدي..هذه شراييني خذوها وانسجوا منها بيارق نسلكم المتمردِ!


الليلة الخامسة بقيت نائمًا، لكني استيقظت في اليوم التالي، على ذات الجدار كتب أحدهم:

باراك وأبو مازن يا ولاد الشرموطة، والله لأنيكلكم خواتكم.

الأحد، 29 مارس 2009

مُنَجنَج


وأنت تضيّع كل صباح لحنا جديدًا، يسحقه صخب العناوين. وتعثّر ايقاعه كلمة العدد.


وانت تمزق كل مساء بيت شعر آخر، شظايا تطعمها لنار الصراع.


وانت تهاجر قصة حبٍ أخرى، لتسابق الأحياء على خبر الموت المكرر للمرة العشرين هذا اليوم.


وانت الماكر الكاذب حين ضيعت صدق الأغاني على طاولة الأحياء للتفاوض على أسلوب الموت وتضيّع ليل طويل في سر المؤامرة، بدل أسرار النبيذ.


وهجرت المسرح، قبل ان تنطفئ الأضواء، ولم تحفظ الأدوار..لم تعرف الأدوار.. فدورك غير دورك..ولا أنت أنت.

الثلاثاء، 24 مارس 2009

عاشت الأزمة الإقتصاديّة

الآن فقط أستطيع، وأخوتي في كليات الآداب، وبفضل الأزمة الإقتصادية أن نشمت بطلاب كليات العلوم التطبيقية؛ هل تشعرون الآن معنى أن تحمل لقبًا دون إماكينة عمل؟

الاثنين، 23 مارس 2009

عن عودة مؤقتة...

وقال شمر: رجل مُعِيدٌ أَي حاذق؛ قال كثير: عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ، جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ: العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ؛ وأَنشد: كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء؛ قال: بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً، فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ، والعَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهري: وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً: رجع.
قال سيبويه: وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه؛ تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه، إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه، وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول: رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت، فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ، فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ؛ انتهى كلام سيبويه.
وقال أَبو العباس: المعنى في قوله: يعودون لما قالوا، لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه.
والمُعاوَدَةُ: الرجوع إِلى الأَمر الأَول؛ يقال للشجاع: بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ.وتعاوَدَ القومُ في الحرب وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه.وبطل مُعاوِد: عائد.

إلى هُنا لسان العرب، للسان المُنجنِج الآن، فكأن هذه المدينة ذات القدرة الإلهية على مقاومة التمزّق درّبت أوراقي على عدم التمزّق، وكأن المدينة انتصرت على سلة المهملات وجرو الجيران الذي يمرن أنيابه بعشرات الأوراق المرمية إلى المزبلة الأدبية خلف بيتنا. هناك ما يرفض التمزق بعد اليوم، وهو أمر آخر غير التكنلوجيا التي منعت عنّا متعة تمزيق الأوراق التي نكتبها على شاشة الحاسوب، ومع اني كنت أكتفي بالصوت الصادر من تفريغ سلة المهملات المحوسبة.

لم أعُد، إلا أني رحلت إليكم. فمكاني الطبيعي هو الرحيل الدائم ورحلة الإختفاء الدائم من مكان إلى غيره. كم جميلة هي المدوّنة المهجّرة، أجمل من القرية المهجّرة، فالنصوص والقصص في المدونة تبقى كاملة، ذاتها، ثابتة، لا تتغير ولا تأكلها الدواب ولا يستغلها المدمنون. إلا أن حين العودة إلى القرية سيكون أكثر صخبًا من عودتي الهادئة إلى مدونتي.

مدوّية. مدوية بهدوء. دون ضجة، عدا ضجة الأطفال المتثاقلين على طريق المدرسة، وبعض الأغاني.

ثم أخيرًا، لقد تخلّصت من الضغينة اتجاه من يحاولون الكشف عن هويتي، فليكن.

سأعود إلى هنا عدد من المرات، قبل أن أرحل مجددًا.

أحبكم.

المُنَجنِج.

الاثنين، 29 سبتمبر 2008

المُنَجنِج مش محسوبله حساب..أبدًا...

العبارة أعلاه تحمل من الأمل والتفاؤل أكثر مما تتوقعون...
على فكرة... باريس علمتني ان أُحب، لكني لن ابقى هنا 40 يوم لأصير منهم.. فاستمتعوا الآن بمحبتي.. لأني سألعن ربكم عندما أخر من هذه المدينة.
أحبكم..

هذيان غير مُعدّل

الغربة؟ حين تكون بعيدًا، وتموت موتًا آخر. غير الموت الذي اعتدت عليه. حين يلازمك الشوق المزعج لكل ما هو مزعج أصلًا. حين تصبح أحد هؤلاء الذين يثرثرون عن دارهم.
الغربة مفعمة بالكثير من التعب، بالكثير من الإنهيار..الكثير من الاشتياقالى الذات حتى لو كانت البلد التي تلازمها أجمل مدن العالم، والبلد التي تلازمك أسوأها.

أهذا ما يسمى بفقدان الأمل ؟الآن فقط استطيع ان اقول بأني اكتشفت التدثر بما لم أفلح في اكتشافه، ولم أشأ أصلًا منذ سنوات.
لماذا نتحول نحن البشر دائمًا من النقيض الى النقيض؟ لماذا لا ننتقل من التفاؤل المجنون الا الى اليأس المنتحر. ألا ترين ان الجنون يلازمنا حيث نذهب؟

ليت الحياة تنتهي. أحب الموت لكني أفضل الأرض التي تحتضني...لك الثورة، ثم .. خذي الحب..وأنا أُحب...
اتركوا هذه الحانة لي لأموت فيها كما أشاء.. أنا أحبكم، أحبكم حتى أنتهي.

ليلة العيد، وأنا بعيد. أعيدوا لي قريتي... و"سيخ الشاوارما".. والـ"إمبريال"... أريد العيد من جديد... وليذهب رومانسيو الثورة الذين لا يردون على تحيات "كل عام وانتم بخير" الى الجحيم...

الأحد، 28 سبتمبر 2008

عن الـ NightLife



إذا الشعب يومًا أراد الحياة...
فلا بد لليل أن ينجلي...

السبت، 27 سبتمبر 2008

ليلة العهر..







صديق سفري... أتى مع حلم واحد يفوق جميع أحلامه، إلى هذه الرحلة: "أن يضاجع عاهرة باريسية!"
لا ان يضاجع فتاة باريسية، هو يرغب الباريسيات ولكنه لم يرغب بفتاة عادية، بل يريد أولًا وقبل كل شيء عاهرة.

على كل حال، لم تسنح له الفرصة منذ وصولنا إلى ليلة البارحة، ليلة القدر.  هو أيضًا خرج بنتيجة أن السماء تفتح ابوابها في ليلة القدر، عنده كانت أيضًا سماء، ووجهها كان كالقمر، وهي أيضًا.. فتحت.. باب السماء الذي بين رجليها.  لماذا يخيل لنا ان كل العاهرات قبيحات؟.. لقد كانت جميلة بحسب وصفه (وانا أثق ان وصفه ليس وصف رجل شرقي مستفحل). 

نعود لموضوعنا، فتحت السماء الباريسية... أبوابها ..وكانت  أمنياته أقرب من كل مرة إلى "باب السماء"، وقد حقق، ربما، لأول مرة بعد سنوات من الجنس غير الشرعي (عاطفيًا)يحقق مقولة: "من فمك لباب السما"، عندما تذوق باب السماء الباريسية تلك.

هي لم تعرف (إلا إذا كان مشغلها جزائري الأصل) أن الليل كانت ليلة القدر، وأن ليلة القدر خير من ألف شهر، أو في حالتها، "خير من ألف زبر". 

أمن غير الممكن أن تكون العاهرة جميلة؟ أو أن تمارس الحب؟ ما المشكلة بأن تبيع العاهرة نفسها للرجال الذين تحبهم فقط، أو يعجبونها فقط، أو يلائمونها فقط... أليست العاهرة التي تبيع نفسها فقط لمن يلائمونها، أفضل من شاعر يلقي أغانيه عند أي إنسان فقط من اجل الشهرة، عند كل الأحزاب، وكل الجمعيات، وكل الأمسيات، وكل الفئات..

صديقي، الذي ربما سيقرأ هذه المدونة بعد فترة طويلة، (أو قصيرة إذا وصلته العاصفة التي تدور حول شخصياتنا نحن المدونين) إستطاع ان يجمع في مخيلتي بين ملايين المعتمرين الذي قضوا ليلة البارحة يصلّون ويعبدون، لهؤلاء الذين تركوا كل شيء ليعبدوا، أو أنهم لم يتركون شيء. لهم اللذين تركوا فتاياتهم محجبات وأوصدوا الأبواب عليهم حت يعودون من مكة، لهؤلاء الذي يتزوجون بفعل ما اعتادوا عليه، وبفعل العزائم، لهؤلاء الذين يدعون ابن العم لتناول الإبنة على العشاء.. لهؤلاء الذين يحبون الله لكنهم نسوا ان يحبوا غيره، نسوا كيف يضحكون، ويبتسمون، ويداعبون، ويقبلون، نسوا كيف يمكن للمرء ان يلخص البرق في نشوة سماء باريسية، هؤلاء الذين نسوا كل شيء، لأن الأشياء "متاع وغرور".  استطاع صديقي ان يجمعهم في مخيلتي، مع مجرد... فتاة... باريسية... حسناء... لا يهمها جسمها... فتبيعه... وتعيش...

ما الفرق بين الكربلائي الذي يدمي جسده ويعذب جسده من أجل ان يشعر بنشوة العبادة، وبين هذه الفتاة التي تريد ان تشعر بنشوتها، وتستفيد.  الا يقول هؤلاء ان الإنسان فوق كل شيء، وجسمه وشكله هم أمران ثانويان؟ .. حسنًا.. فليكن.. هذه المرأة قد باعت جسدها... حبّوا الإنسان لنرى.

قرأت قبل سنوات "إحدى عشر دقيقة" لكويلهو... وخلافًا لملايين الشرقيين، لم أقرأها أثناء الإستمناء، فإذا أردت نصًا يثيرني جنسيًا لاخترت "بيضة النعام" لمسعد، إحدى عشر دقيقة رواية جميلة، جعلتنا لمرة واحدة أحاول البحث عن عاهرة، لا لكي أضاجعها، بل لكي أُعجب بها... لن أجدها في كارميئيل طبعًا... ولا في تل باروخ... ولا في شاطئ ماكسيم... في باريس ربما... من يعلم.. 

قد تكون العاهرة هي الاصدق في الحب، لماذا يمكن ان يكذب الإنسان إن لم يكن من أجل الجنس؟
تأملات تأملات... والنبيذ هو السر:  اون ترو ميرلو سيلفوبلي...



حول الطِباق
المرأة الشرقية هي الوحيدة التي ترفضك أثناء الجنس. في الفراش لا تسمع إلا: خلص...بكفي...شوي شوي...وحياتك...بليز....لأ..لأ... مش قادرة... الى آخره...
لكن عليكم ان تثقوا ان كل ما يقال في الفِراش الشرقي، عليك ان تعكسه... خلص؟ .. يعني إستمر ..بكفي-أي أكثر...شوي شوي- أي كن أعنف... هكذا دائمًا الأمور عندنا...
ما اخشاه فعلًا هو أن تكون كلمة "بحبك" التي تبوح بها  في الفراش تكون أيضًا ضمن المجموعة الكاذبة أعلاه...


تحية متأوهة!



*الصورة: "حذاء أحمر" للندسي غاريت.


الخميس، 25 سبتمبر 2008

شوق

اثناء بحثي عن صفحة خالية اغتصبها بتراهاتي وجدت ورقة صغير كتبها لي الصديق الوحيد، الذي، ربما، يمكن، أن، أقول، أني، إشتقت، إليه...حييث كنّا في البار مع بعض المتطوعين الأجانب.. الفقراء "لوجه التغيير".

كتب: "بعيد عن المال...قريب من الطرمس.. نجلس هنا.. نحاول ان نجد صيغة مشتركة لتسديد الحساب. يعني ينعن الله ليش الاجانب الي بيجوا على بلدنا بيجو فقرا ومعهنش دايما، وبركنوا عأبناء البلاد الأصليين، أو أبناء البلد... الأصليين.. يسطلوهن. بهاي الحالة إحنا عكل منسأل: مش عارف.. ايش نعمل إسا؟.. بيرة؟ وسكي؟ نبيذ؟ عرق؟ فودكا؟ ترويحة ؟ .. مش عارف.. شارع أبو النواس لا يعج بأحد كما يكتبون عنه. قليل من الكثير من المهاجرين الروس يرقصون على الحان اغاني مزعجة، كيف لا تزعجهم؟ .. اه.. اوكي...مش عارف."

تحية لك من البلاد الباردة!

عن طائرة.

كل شيء في الطائرات غير مريح. أن تجلس فوق الغيوم، بين السماء والسماء، بين كل اللانهاية واللابداية. لكنك، شئت أم أبيت، في علبة.
كل شيء على هذه الطائرة مقزز، الرائحة، الضجيج، الشخص المقرف الذي أجلس بجانبه.
النبيذ في الطائرة مقرف، حتى النبيذ مقرف. تشعر بأنه نبيذ ممزوج بزيت المحركات. وحيدًا في الطريق المظلم، ملتصق بالنافذة لكنك لا ترى أي شيء. تركت مكانك الذي تحب على البار. لتنطلق.
يبدو اني استنجت العبرة: أنا أكره الطائرات.
الطريق مزعج، أربع ساعات حتى الوصول. المضيفة قبيحة، كبيرة السن، فلا أحاول الحديث معها أصلًا. من الأفضل الا تتكلم، النبيذ مقرف.. فلتسكب الويسكي... الويسكي بطبعه مقرف... أين ذهبت ؟ .. إسكبي يا جارية!.

انا اكره الطائرات، كل شيء هنا مقرف... ولكنّي حتما، حين يراودني السؤال، سأقول: "فوق الريح"


23.9.08
مكان ما فوق البحر.

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

وأنا لست مسافر؟!...مبلا ونص!

المنجنج مسافر، مسافر لبعيد... لمكان فيه كثير كحول..وكثير كحول..وكحول.. وكحول.. وحشيش.. وكحول.. وسكس وكحول وحشيش!

بس هذا بقلش إنو راح ترتاحوا مني.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!.. وراكم..!..

جِندِر؟


هاي الزلام!

السبت، 20 سبتمبر 2008

"بلا ولا شي" ؟!


تدثرهما شدّة الحب. عنفوان العاصفة في الخارج يؤمن لهم عدم قدرة المدفئة الكهربائية على أن تحل محل دفء العناق. لا أفق لإنتهاء العاصفة، التي تنقلب في كل دقيقة وكل قبلة، على الفم أو الجبهة أو راحة اليد، إلى أعنف وأعنف، تقوم هي لتشعل شمعة واحدة صغيرة، ثم تطفئ إنارة الغرفة، في هذه الأثناء يسكب جولة جديدة من النبيذ، في كأس واحد، يشربان.
هول العاصفة لا يكبو، صوت ارتطام شيء ما بآخر يرعبها، فتتمسك به بقوة، يغنجها: "طفلتي خائفة؟". ثم يلعبان مطولًا لعبة الدلع المعتادة حين تتحول هي إلى طفلة صغيرة، ترفض القُبل بإبتسامة شقية، وتنكش شعرها وتغمض عيناها بشدة إختباءً.

"إذا أردت ان تقبلني، فاشتري لي الشوكولاتة." وفتحت عينيها مبتسمة بشدة ولسانها يخرج من بين شفتيها ساخرًا وممازحًا. ثم لم تستطع إلتقاطه عندما قفز من مكانه مسرعًا إلى باب الشقة راكضًا على سلم البناية إلى عرض الشارع، يركض في إتجاه الدكان، المشهد يثير العواصف أكثر من القُبل أو حتى المداعبات المشاكسة، هو يركض بعنف يضاهي عنف العاصفة، المطر يغرقه، ونهر من الماء نازل في الشارع المنحدر، وهو ينحدر، أسرع من تيار الماء، الهواء يدفعه يسارًا، بقوة، العاصفة تتطلب منه مجهودًا مضاعفًا بعشرات المرّات. هي تقف متوترة عند الشبّاك، قلقة، "إلهي ما الذي فعلته" ثم أخذت تكوّن سيناريوهات لا نهائية، عن كيف سيمرض وتعتني به كل الأسبوع، وعن أنه الآن فور عودته سيغتسلان معًا في الماء السخن، وعن كيف سيأكلان الشوكولاته ويتبادلانها عبر القُبل، وعن كيف ستجفف جسمه من الماء بشفتيها، وعن أشياءٍ أخرى كثيرة. هو ما زال يركض حتى توارى عن أنظارها، الدكان القريب بعيد، لكنه يركض.

في الدكان الذي لا يدخله إلا في حالات الطوارئ يختار الشوكولاتة الأفخر والأكثر "رومانسية" بنظره، ثم يمد يديه إلى جيبه ليجده فارغًا.

لا لإضطهاد القطط السوداء !

مُمكن أفهم مشكلتكم مع الغراب؟ أو مشكلتكم مع القطة السوداء؟ أي إنو.. بشو مزعجينكم ؟ بجيبوا الحظ السيء؟.. ووجوهكم وجوه حظ سعيد؟
خبيث؟ إنو بدي افهم شو بتتوقعوا من كائن حي...فيو مينيموم الروح الي بالدنيا... على الطالع والنازل.. بالصبح وبالليل.. بالروحة والترويح.. من الرايح والجاي.. بيوكل حجار وبزق ومسبة وتفي تفي تفي.. وبتتعاملوا معه على إنه اشي خرا.
ملاحظين انوا عندكوا مشكلة مع كل اشي أسود؟.. كل اشي اسود ويسار... شو مشكلتكم مع الإيد اليسار؟ ليش لازم أسلم وآكل وألعب بتبعي بالإيد اليمين؟

يلعن الله منيح ؟

الحزب الشيوعي الإسرائيلي:

نريد جيلا فاصعًا متخلف الملامح
لا يهرب السلاح، لا يكافح
لا يُعتقل، لا يحفر الأنفاق
نريد جيلًا كاملًا...منتاق*.

*أي منتاك..لضرورة الشعر.

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

إلا ناجي!


بالرغم من إشتداد عهر معركة الإحصاء العائلي المسمية عندنا بإنتخابات السلطات المحلية إلا اننا لم نتوقع أبدًا ان تصل حقارة المعركة إلى حدود الإعتداء على رمز الضمير الثوري النقي. فبعد أن عودونا على خلط "الوطنية" بالخراء المسمى بالإنتخابات المحلية، وتلوثت الوطنية فيها بعد أن لوثت من قبل كثيرين قبلها، وبعد أن أصبحت الوطنية ممسحة تنظف الوجه العائلي للحملة الإنتخابية، وبعد ان وصلنا الى ما نحن وفيه، لم يتبقى لنا إلا هذا الضمير الحي الذي استطاع خلال حياته القصيرة لا أن يحمي طهارته فحسب، ولا ان يحمي ضميره فحسب، ولا ان يبقى نظيفًا فحسب، ولا ان ينشر اعراض الفاسدين فحسب، بل أن يوفّر ذراعًا لطهر الثورة وضميرها حتى بعد 21 عام على إغتياله.

ولكن، وبمبادرة من قحاب الحزب الشيوعي الإسرائيلي فرع عيلبون الصامدة..الصامتة بالاحرى..وبأعضاء بمختلف الرتب الحزبية: عضو شبيبة\ عضو فرع\ عضو تناسلي\ عضو سكرتارية\ ابن شرموطة\ اخو قحبة\ جوز زانية \حفيد عاهرة... قامو بنشر كاريكاتيرات مثل مؤخرتي، هي عبارة عن تحريف سخيف وغبي ومقرف ورديء، سياسيًا وفنيًا، لكاريكاتيرات ضمير الثورة، الفنان ناجي العلي.

ولم تقُم القيامة إلا من قِبل الكلاب المسعورة على حصاد أي خطيئة من الطرف ااخر من أجل كسب الأصوات فأصبح كتاكيت التجمّع..والتجوّع فجأة حماة ناجي العلي والمدافعين الشرسين عن ضمير الثورة، عبر إستغلال قذر لأعمال حقيرة، لهدف العائلة وإحراز نصر يشبع الغريزة الحزبية بصورة كاذبة... تماما كما تشبع غريزة القحبة التي تستمنى في رمضان لقلة العمل، هذا حتى نشر التجمعيون أيضًا كاريكاتير ظهر فيه حنظلة يمزق علم الحزب الشيوعي الشراميطي.

المُنَجنِج ينشر كاريكاتيرات العُهر والحقارة، ويتابع التعليق بعدهم:





الأخ عاطف، الله ريتني أعطف على أمه، نسخ كاريكاتير ناجي العلي محرفًا رسمًا وكلمات، وهو غير انه لا يخجل بالتوقيع على الصورة، بل أيضًا ملبّس حنظلة زنّوبة، أي شحويطة، أي شبشب ، أي خف..أي..أي شيء بودي أن أنغزه في مؤخرة هذا النذل. بعد 60 عام من التشرد والألم والصبر على كل مر حتى تحرير الأرض...حنظلة يستسلم للألم..والآن ينتعل حذاء...الا تريد يا أخو الداشرة ان تلبّسه في المرة القادمة "كروكس"؟


*



الكاريكاتير الآخر هو كاريكاتير لناجي العلي، حذفت فيه الإقتباسات وبُدلت، لتصبح حملة إنتخابية عاهرة وفاشلة


*




هذه الصورة.. حنظلة الذي رسم بشكل سيء للغاية يحمل العلم الأحمر ويغني موطني .. غريب لماذا لا يغني "هاتيكفا" مثلًا..وكل هذا كوم والصبّار الصغير كوم... على أمل أن يجلس عصام مخول على شجرة صبّار.


*


ناجي العلي.. بتصرّف.. ؟! "أبناء القحبة...إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم."

*


وها هو حنظلة يعلن انتسابه لحزب التجمع ويقرر تمزيق علم الحزب الشيوعي..وناجي العلي يصرخ من قبره: "هوية قومية، مواطنة كاملة، هذه المرة بطاقة واحدة، طيّروا علاء حليحل.."


*




وبعد.. إليكم بعض التعقيبات التي وردت على الصور.. مع وضد الكاريكاتيرات:


أحد الاخوان في التجمع يقول :
" ما علاقة حنظلة الذي يرمز الى تحرير فلسطين وعودة اللاجئين والوحدة العربية ب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تنادي دولتان لشعبان؟؟"

ليش وبرنامجكم السياسي متى نزلت منه فكرة الدولتين؟



احد المعلقين يقول: " انظروا جيدا الى انفسكم.. فمن يقرأ ما تكتبون يقول انكم اعداء.. الا تخدجلون من انفسكم انكم منجرون وراء فتنة اسمها احزاب.. الم يعلمكم الزمن درساً ان الاحزاب مفرقة ومفتتة للشعب.... هذا وباعتباركم من فئة المثقفين من المجتمع... شو جبهاوي وشو تجمعي..... ما انتو جايين من نفس البيت... بتعانوا نفس المعاناة... كفاكم فتنة كفاكم فتنة كفاكم فتنة"

لا يا شيخ ؟ شو مع إنو تطبق نيعك وبلا هلحكي الي بطّلوا يحكوه على زمن ستي؟



أحد الجبهويين يعلق: "متى استعبدتم حنظلة وقد ولده ناجي العلي حرا"؟

طلّع المنيك طلّع !




آخر :
" wlko w tjmo3ye w bt7ko .... ? lama m7mod darwish kan 3ayesh ma 5ltolo .... 7alian l2no mat sorto t7bo ?"


حاليًا لأنه مات؟ .. يعني في أمل يرجع ؟!


*


تلخيص:
رفاقي ورفيقاتي.. اهنئكم بوصولكم لأقصى درجات الحقارة والسخافة وبالعربي: الخرا! . إخجلوا واختشوا ومن المفضل إختفوا.. عن الوجود.. وإخ تفوا.. على وجوهكم واحد واحد.



القول الفصل: "لو كان بيني وبينكم قضيب حديد، لكسّرته على رؤوسكم."



وشِركًا..


مع خالص التضحيات..


المُنَجنِج قُدِسَ سِرُّهُ




لا يعوّل بين فخذيه.



كل حرارة بين رجل وإمرأة تتلاشى بالإستمناء، هي علاقة جنس لا علاقة حب. ولا يعوّل عليها.

الخميس، 11 سبتمبر 2008

...ولاعة !

لم ننحدر إلى الفراش من نقاشٍ أدبي حول الطاهر وطّار. لم نلتقِ في "فتوش"، ولا في باحة المسرح. كانت في طريقها بحثًا عن مكانٍ ناءٍ تدخن فيه سيجارة أو إثنتين، خوفًا من إكتشاف الوالدين.

لم يغرها كتاب كنت أحمله عن المادية الديلكتيكية، بل بالعكس. ولا منشورًا كنت أراجعه خلال المشي، بل بالعكس. ولا فوضوية هندامي الـ"ثوري"، ولغتي الخالية من الدخيل على اللغة، بل بالعكس. كل هذا لم يكن إلا موضع سخرية،ربما، ولم يسعفني حينها، إلا صدفة أنستها ولاعتها التي بقيت مخبأة تحت مخدتها، وصدفة أنستني ولاعة أحد الرفاق في جيبي.

في الليلة التالية حين خرج أهلها للإحتفال بعيدٍ ما، وبقيت وحدها....وبقينا وحدها، وَجدتُ ولاعتها تحت الوسادة. ونفثنا نشوتنا.

*



شَمعَة 1

كنت سعيدًا في العادة الجديدة التي ابتكرتها لنفسي مؤخرًا. حيث انقّب في ذاك المقهى عن روتين لطيف أصممه لنفسي، وأسعد فيه قدر الإمكان لقضاء الوقت القاتل الذي يفرض نفسه بين الفكرة والأخرى على تلك الطاولة الخبيثة في الزاوية القريبة من البار. وكنت قد قررت أيضًا، أن أصمم أيضًا طقوس شربٍ خاصة. ثم نجحت: فأقسمت ألا أتوقف عن الشرب، إلا حين تنطفئ الشمعة الموقدة على الطاولة.
الآن انا سعيد. أحتسي النار حتى أضحي شمسًا، أو تفرغ الشمعة من البرميل، أو يخبو كأس نصف اللتر الشرس، أو يصدح الجيب!. على أي حال، صحن الزيتون هُزم قبل بدء المعركة، والجوع ما زال منتصرًا.

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

حليـحلّوا عنّا !

بعد ان بدأ النسيان يلتهم "الملف الحليلحلي" مثلما كل شيء يلتهم كل شيء في هذا الشهر الفاضيـ..ل.. وبعد ان انشغل الناس مؤخرًا في البحث عن خبر عاجل آخر يشبع "محنتهم" الحيوانية باللت والعجن، ويشبع غريزة التخلف، أي أن ينشغلوا في موضوع جديد يفرزون به تخلفهم... وبعد كل هذا.. نستطيع الآن، وعلى رواق.. أن نتحدث قليلًا.. لنحاول بهدوء.. وبتروي ..وتفهم... وإحتواء ....ومسؤولية.. وروح وطنية ووحدوية... وتقبل... وإحتضان...وتسامح... أن ألعن رب الله تاع ولاد هلمنيوكة الي فختوا قلبي وشلّوا عرض ديني بنياكة الحكي تاعتهن الي انا مش قادر افهم على شو.

لذلك، فالمنجنج يرى، بعد قنينة عرق رام الله كاملة، من واجبه، ان يعالج هذا الموضوع بمنتهى الدقة والهدوء. وعن هذا القرار نتجت النقاط الآتية:

1- لا أفهم لماذا لا يستطيع الإنسان أن يهوّل في إستنكار العادات السيئة في رمضان مثلما فعل حليحل (الذي بالمناسبة نسي أسمه الشخصي من قد ما نادوه "حليحل") في الوقت ذاته الذي يهوّل فيه جميع المسلمين بـ "جمال" شهر رمضان. ولماذا تمنع المبالغة المفهومة ضمنًا مثل "إلغاء شهر رمضان" ولا تمنع المبالغة الإيجابية التي تحميل رمضان والدين أكثر مما يحتمل.

2- بالرغم من معرفتي المسبقة لغباء وخبل والسخافة المضحكة للجزء الأكبر من الذين "إنحروا" للمقال، إلا اني تفاجئت لشدة الغباء التي تحويل جملة "تحويل إلغاء رمضان لمطلب جماهيري" إلى جملة مجدة من مجازها، وإلى معانٍ حرفية مجردة. ولكوا يلعن ربكوا.. مش ملاقي وصف... يعني عنجد عنجد.. الغباء خلع أخت اللغة !.. يعني تخيّل أن نؤسس "الرابطة الشعبية لإلغاء شهر حزيران" أو "اللجنة لمنع عيد الحب.".. ولكو شو بدي احكي ؟ شو أقول ؟ نعن الله الي مشغل ناس زيكو عنده. منيح ؟

3- لم تكتشفوا بعد ان شهر رمضان هو مشروع فاشل؟

4- تبدأ المشكلة من إعتبار الدين فوق كل شيء، والله فوق كل شيء، والنبي فوق كل شيء، وأركان الإسلام فوق كل شيء، وفوق وفوق وفوق النخل وفوق... ولكن لا احد يستطيع ان يفرض هذا الفوق علينا كلنا!... وبما أننا قد وصلنا إلى "فوق"، فأعلى ما بخيلكم إركبوه.

5- مشكلة حليحل والتجمع هي انهم لا يعرفون ماذا يريدون من جريدتهم، ومن صاحب المسؤولية عن جريدتهم، ومن الذي يفرض اجندة جريدتهم. في كل الصحف الطبيعية المحرر هو الذي يفرض الخط، في صحفنا المعتوهة، الأمين العام يريد فرض الخط، والمحرر ينقّح النصوص، ولكن يا روحي، انتم تريدون تحميل المحرر مسؤولية وضع أجندة الصحيفة، وفي الوقت ذاته الإلتزام بالأجندة الحزبية. هلأ جينا على السياسة ما كثير عشو نختلف.. يعني كس اخت اميركا وكس اخت اسرائيل والحزب الشيوعي الاسرائيلي ولاد منبوطة.. متفقين. بس لما نفوت بالإجتماعي.. بتولّع. لا يستطيع ان يفرض المكتب السياسي خطه على المحرر في الوقت الذي يريد اعطائه الصلاحيات الكاملة، وأصلًا ليس هنالك خط.. فما هو موقف المكتب السياسي من هذا الموضوع بالذات؟

6- لم ينتشر موضوع المقال في الأسبوع الأول، وذلك لأن أحدًا لم يهتم له، وكان الأمر طبيعيًا لان ما يقوله حليحل هو نقد لاذع يؤمن به الجميع، أو على الأقل لا يستطيع ان ينتقده احد. من اطلق الموضوع ليصبح "زيطة وزنبليطة"، ليس سوى بعض البعابيص في حزب التجمع الذي حكتهم مؤخرتهم، وفتحوا الموضوع على نمط "يا قحبة ومع مين علقتي"

7- ربما هذه مناسبة سعيدة لأقول بعض الكلمات لحزب التجمع، رؤيتكم السياسية للأمور على عيني وراسي، وحزب الله وبشّار والمقاومة وعبد الناصر وعزّوم على عيني وراسي... بس شو رايكو تركبوا لمكتبكو السياسي شوية بيض بلكي ذاق على دمّه وصار مكتب سياسي فيو زلام تتخذ مواقف؟
شو موقفكوا من الحركات الإسلامية؟ شو موقفكوا من طعريسة رمضان؟ شو موقفكوا من السحاقيات؟ شو موقفكوا من طيزي؟.. بدكو تكونوا تجمع الجماهير والشعب. على عيني.. بس كس اخته الشعب الي بمشي بس بالوجهنة.. تجمعي لك السلامة.. مش إنو إشي.. ومش لأني مش معكوا عم بحكي.. بس إنو.. شو مع إنو تكونو زلام.. على الأقل بأوّل محلين.. عشان بعدين في تحصين.

8- تميم منصور، أستاذ ذات قيمة إجتماعية وسياسية، وهو غني عن التعريف. وقد قضى أعواما طويلة في العمل الوطني الدؤوب.. فشو رايك ولا تنضب بإحترامك وبهدوء.. وبلا منبهدلك قدام الناس؟

9- عزيزي علاء حليحل...حكّيت طيزك؟



ورمضان كريه!

المُنَجنَج الأَعظَم.

السبت، 5 يوليو 2008

الموت بالسكب البطيء.

هناك ما يقلق أكثر من الموت: الخبز المعدوم، أو انهيار الحزب، أو فراغ الجيب قبل كأسٍ آخر. أكثر ما يقلق بالموت هو أنه لا يأتي في الوقت الذي تحتاجه فيه. أسوأ حالةٍ متعلقة بالموت، هي حالة إنتظاره. وتذكّر أنك تستطيع دائمًا قبل الموت أن تحتسي ثلث لترٍ من الجعة، شرط ألا تُسكب بالسكب الإيرلندي البطيء.
ليت الموت يأتي دائمًا بعد أن تنهي الجرعة الأخيرة في الكأس، وقبل أن تدفع الحساب.


لا تحمّل الموت أكثر مما يحتمل. فلا حياة للعابثين بكل تفصيل الحياة: الكأس كأس... والموت موت... كم هذا متعبٌ للموت. سحقًا، لماذا لا يكون الكأس كالموت..لجميع الناس؟ أي فعلٍ مفاضلٍ يرتكب الموت ليتفوق على كل شيء؟ حتى على الجعة!


كم أكره أن نموت. ما جدوى الموت سوى أن تعرف كم يحبك الآخرون ويلملمون ذكراك؟ والأنكى، أنك حينها لن تشعر بالحب، فأنت ميت، والحب لا يشعر به الأموات، وهم لو يشعرون لقاموا منذ زمنٍ وحضنوا كل هؤلاء الذين يرثونهم بصدقٍ ومقدارٍ جدي من الحب.


أو أنهم..ربما..لا يمتحنون الحب بقدر الحزن أو الدموع أو صدق الرثاء، بل بكثافة الوقت وقدره الذي يحتاجه الآخر لبلورة شكل النسيان. لعل الأموات لا يعودون إلا حين يعجز النسيان عن ضحد ذاكرة الحب لدينا. لعلهم يرفضون العودة حتى نفقد قدرتنا على النسيان، ويفقد النسيان قدرته المجازية على التهام الاشياء.


لعل الأموات لا يلتقونا إلا حين نتغلب على النسيان ونقهره، ولعلنا نجد الآن معنى القيامة: أن يموت النسيان.
هل يوم القيامة يموت النسيان؟ أم أن النسيان أزلي أبدي كما الله، لا ينتهي؟ فهل يعود الأموات إلينا مرغمون ساخطون لنسياننا إياهم: يعود الأموات دون حب ولا عناق ولا ارتعاش نشوة بين عشيقةٍ كانت...وعشيقٍ يكون.


أم أنها قيامة بشرية..ونسيان؟ أليس من المرجح أن يموت النسيان أيضًا في القيامة؟ويصبح أمرًا مجردًا ميتًا، يقف في القيامة جانبًا لا يواسيه أحد ولا يعانقه إلا بعض التعساء والمسحوقين وقطاع الطرق والصعاليك؟. حين نموت كلنا ويموت النسيان، سيشتعل الحب...وكلٌ سيذهب إلى حبيبه، إلا النسيان لن يذهب إليه أحد...فالتعساء لا فِراش لهم...والحب ينمو في الفِراش.


إذًا للقيامة، إن وجدت، وجهان لم يُحسم الحقيقي منهم بعد. الأول أن تكون قيامًة جافة ميتة يحيى فيها النسيان ويؤرق الحب، ويجدد ملامح الحقد بين البين، أو أن تكون قيامة يموت فيها النسيان، ويكون الحب حبًا، ولا يحتاج المشردون أي فراش.


والسؤال، ما الذي سيحدث حين تلتقي روح النسيان الميتة بروح الذاكرة الميتة في القيامة؟ أيشتبكان بالأيدي أم يمارسان الجنس؟


على كل حال، ليت الموت يأتي بعد أن ننهي الجرعة الأخيرة في الكأس، وقبل أن ندفع الحساب.



المنجنج.
بعيدًا عن الضوء. قريبًا من الخمر.
فجر ذاك اليوم.