الخميس، 11 سبتمبر 2008

...ولاعة !

لم ننحدر إلى الفراش من نقاشٍ أدبي حول الطاهر وطّار. لم نلتقِ في "فتوش"، ولا في باحة المسرح. كانت في طريقها بحثًا عن مكانٍ ناءٍ تدخن فيه سيجارة أو إثنتين، خوفًا من إكتشاف الوالدين.

لم يغرها كتاب كنت أحمله عن المادية الديلكتيكية، بل بالعكس. ولا منشورًا كنت أراجعه خلال المشي، بل بالعكس. ولا فوضوية هندامي الـ"ثوري"، ولغتي الخالية من الدخيل على اللغة، بل بالعكس. كل هذا لم يكن إلا موضع سخرية،ربما، ولم يسعفني حينها، إلا صدفة أنستها ولاعتها التي بقيت مخبأة تحت مخدتها، وصدفة أنستني ولاعة أحد الرفاق في جيبي.

في الليلة التالية حين خرج أهلها للإحتفال بعيدٍ ما، وبقيت وحدها....وبقينا وحدها، وَجدتُ ولاعتها تحت الوسادة. ونفثنا نشوتنا.

*



شَمعَة 1

كنت سعيدًا في العادة الجديدة التي ابتكرتها لنفسي مؤخرًا. حيث انقّب في ذاك المقهى عن روتين لطيف أصممه لنفسي، وأسعد فيه قدر الإمكان لقضاء الوقت القاتل الذي يفرض نفسه بين الفكرة والأخرى على تلك الطاولة الخبيثة في الزاوية القريبة من البار. وكنت قد قررت أيضًا، أن أصمم أيضًا طقوس شربٍ خاصة. ثم نجحت: فأقسمت ألا أتوقف عن الشرب، إلا حين تنطفئ الشمعة الموقدة على الطاولة.
الآن انا سعيد. أحتسي النار حتى أضحي شمسًا، أو تفرغ الشمعة من البرميل، أو يخبو كأس نصف اللتر الشرس، أو يصدح الجيب!. على أي حال، صحن الزيتون هُزم قبل بدء المعركة، والجوع ما زال منتصرًا.