السبت، 20 سبتمبر 2008

"بلا ولا شي" ؟!


تدثرهما شدّة الحب. عنفوان العاصفة في الخارج يؤمن لهم عدم قدرة المدفئة الكهربائية على أن تحل محل دفء العناق. لا أفق لإنتهاء العاصفة، التي تنقلب في كل دقيقة وكل قبلة، على الفم أو الجبهة أو راحة اليد، إلى أعنف وأعنف، تقوم هي لتشعل شمعة واحدة صغيرة، ثم تطفئ إنارة الغرفة، في هذه الأثناء يسكب جولة جديدة من النبيذ، في كأس واحد، يشربان.
هول العاصفة لا يكبو، صوت ارتطام شيء ما بآخر يرعبها، فتتمسك به بقوة، يغنجها: "طفلتي خائفة؟". ثم يلعبان مطولًا لعبة الدلع المعتادة حين تتحول هي إلى طفلة صغيرة، ترفض القُبل بإبتسامة شقية، وتنكش شعرها وتغمض عيناها بشدة إختباءً.

"إذا أردت ان تقبلني، فاشتري لي الشوكولاتة." وفتحت عينيها مبتسمة بشدة ولسانها يخرج من بين شفتيها ساخرًا وممازحًا. ثم لم تستطع إلتقاطه عندما قفز من مكانه مسرعًا إلى باب الشقة راكضًا على سلم البناية إلى عرض الشارع، يركض في إتجاه الدكان، المشهد يثير العواصف أكثر من القُبل أو حتى المداعبات المشاكسة، هو يركض بعنف يضاهي عنف العاصفة، المطر يغرقه، ونهر من الماء نازل في الشارع المنحدر، وهو ينحدر، أسرع من تيار الماء، الهواء يدفعه يسارًا، بقوة، العاصفة تتطلب منه مجهودًا مضاعفًا بعشرات المرّات. هي تقف متوترة عند الشبّاك، قلقة، "إلهي ما الذي فعلته" ثم أخذت تكوّن سيناريوهات لا نهائية، عن كيف سيمرض وتعتني به كل الأسبوع، وعن أنه الآن فور عودته سيغتسلان معًا في الماء السخن، وعن كيف سيأكلان الشوكولاته ويتبادلانها عبر القُبل، وعن كيف ستجفف جسمه من الماء بشفتيها، وعن أشياءٍ أخرى كثيرة. هو ما زال يركض حتى توارى عن أنظارها، الدكان القريب بعيد، لكنه يركض.

في الدكان الذي لا يدخله إلا في حالات الطوارئ يختار الشوكولاتة الأفخر والأكثر "رومانسية" بنظره، ثم يمد يديه إلى جيبه ليجده فارغًا.

ليست هناك تعليقات: