الأحد، 26 أبريل 2009

حول الصغرياء؛ رسالة شخصية غاضبة.

عزيزي السيد دبدوب المقرّن.
تحية وبعص...
الموضوع: ليش يا منيك مزعّل البنت؟
في البداية، وقبل ان نخوض غمار الحديث العميق حول الموضوع إياه، دعني أوجه إحترامي الشديد لك (سابقًا)، والذي لم تكتسبه حضرتك بفضل مهاراتك، ولا شخصيتك المتميزة، ولا المجهود الحربي ( شووو؟) الذي تقدمه. أوجه لك إحترام الشديد (ألذي كان) بفضل مشاعر فتاة جميلة وبريئة جدًا (لدرجة لا أحتملها) لك، وبفضل الحديث الطويل والممتع والمثالي الذي سمعته عنك، وعن الفرح الذي كانت تلاقيه في حبّك تلك الفتاة؛ وأقول كانت تلاقيه في حبك، وهذا لا يعني بالضرورة أنك مصدره...هذا ما استنتجته لاحقًا.
عزيزي، يبدو انك محظوظًا، (كنت)، لأن الحظ يستدعي حد أدنى من الذكاء لمحاولة إستيعابه وإعادة بلورته، وأنت للأسف، كنت في هذه العلاقة، حمار بإمتياز.
عزيزي، لقد ضيّعت من يدك فرصة كبيرة عبر إمرأة صغيرة، أعطتك كل ما عندها، ولم تطلب مقابل يومًا. إمرأة صغير كانت تتنازل دائمًا عن كل شيء لتكون أنت على قدر كاف من السعادة، يسمح لها ان تتابع التنفّس، فهي، خلافًا لحضرت جنابك المحترم، تتنفس وتعيش على سعادتك، وليس على "التياسة" والغرور الشوفيني الناتج اساسًا عن عقد نقص واضحة لا تستطيع سدّها إلا عبر خنق إمرأة صغيرة كبيرة بشعور الذنب الذي لم تركبه، وتأنيب الضمير، ليس لأنها أخطأت، بل لأنها تملك ضميرًا أوسع من الكبرياء، وأصغر من البعد عنك.
عزيزي الدلو، ولا نقصد الأبراج، ليست المرة الأولى، ولا أعرف الأسباب، أعرف أنها المرة الألف التي يشتعل الصدام بينكما، وأنها المرة الأولى بعد 999 مرّة، التي لم تتنازل لك فيها، ولم تزحف لمصالحتك...في الأسبوع الأوّل.
فيا عزيزي ظلّت تنتظرك، لا لتقول عذرًا، بل لتفاتحها بالموضوع على الأقل، وويحك أن تظن أنها انتظرت لأن شيئًا ما تغيّر فيها، كل ما في الأمر أن لها صديقة تشبهك بالكبرياء الصغير هذا.
ويا طيزي، تركتها تلملم الأمل بصمتها..وصمت رنين الهاتف. تركتها هكذا دون شيء، دون إكتراث. كانت اللامبالاة موجعة شرسة صاخبة جشعة مجحفة خارقة، تخرق الصدر وتجلس هناك تذكّرنا، وتذكّرها خاصّة، بالجدار الذي بقي بينكما بعد كل هذه السنوات. قد تكون هي، سبب بقاء الحاجز النفسي بينكما بعد كل هذا الوقت، وقد يكون الحديث المستمر عن "الكبرياء" فيما بينكم هو جزء من حاجز نفسي لم تفلحوا بكسره لا أنت ولا هي، إلا أن الحاجز النفسي المتمثل بالـ"كبرياء" بين اثنين لا يعني بالضرورة المازوخيّة. وحتى لو كانت مازوخيّة، فعلى الأقل في المازوخية تستمتع أنت بتعذيبها، إلا أنك تعرف جيدًا أنك لا تستمتع، أنت تتألم، وتموت من داخلك، ونحن نعرف، كلنا نعرف، وهذا أسوأ، فيا ليتك تستمتع، بل أن مستعد أن تموت وتتألم كل عمرك، فقط من اجل تعذيبها.
ثم إنكسرت. ليلة قبل مباراة كرة السلة التي عقدت في جامعتك البعيدة عن مدينتها، كانت صديقتها تقنعها ألا تكلّمك، وألا تبلغك قدومها، وأنا أحاول أن أرغمها على تبليغك والحديث معك للمرة الأخيرة، ومحاولة إنهاء كل هذا الموضوع المؤلم. فأرسلت لنا تلخيصًا للحديث رسالة نصيّة قصيرة: "لا أستطيع إجتيازه...أريد أن أكبر مع هذا الرجل." فظننت للوهلة الأولى أنك رجل. إلا أنك لم ترد على الرسالة النصيّة الأخرى التي ارسلتها لك.
يوم المباراة تجاهلتها، بالرغم من أنها زارت بيتكم للقاء عائلتك الكريمة، أو الكريهة، لا يهم، فعلى كل الأحوال، ستأخذ عائلتك في كمالة الرسالة، نصيبها من الغبن التاريخي المتمثل في ولادتك. لم تلق عليها السلام، لم تظهر لتريها وجهك السموح، لملمت رائحتك الكريهة (التي تحبها هي) من كل زوايا المنزل وخبأتها، لئلا تشمّ رائحتك، ولو للمرة الأخيرة. منعت عنها كل شيء... كل شيء... كل شيء.
إلا أنها، ولا تسألني كيف، إستطاعت أن تخبأ في عُبّها الدافئ "شيء". شيء جعلها تحمل هاتفها أثناء العودة، وتقول لك، ولو للمرة الأخيرة...ولن تكون الأخيرة... "بحبك وإشتقتلك...وإعمل شو بدك."
قلت باردًا: "طيّب. بعد بدّك إشي؟"
-"لأ"
-"خلص لكان، بعرف إنك منيحة، سألت عنّك قالولي إنك كثير مبسوطة. ما في داعي نرجع نحكي...يبدو إنك مرتاحة هيك.. هيك أفضل.. أريح إلي وأريح إلك"
-"إحكي عن حالك شو أريح إلك...ما تحكي عنّي."
-"لا لاء.. أريح إلك.. سألت.. قالولي إنك مبسوطة ودايمًا تضحكي بالجامعة...وما شاء الله عنّك...بتلعبي باسكيت وبتروحي وبتيجي..."
ثم انتهى الحوار. دون نتيجة. وكنت تريدها أنت ان تتشح السواد وتولول على فراقك وتلطم على وقع إيقاع "رثاء الحسين في كربلاء" و"أخاف من أعوفك بعد ما أشوفك"، وتريدها ان تعتكف المنزل لتمجد الحب الميّت... لماذا؟ فلا هي يلينا ايفانوفا بوبوفا ...ولا أنت نيكولاي ميخايلوفيتش ولا آخر يمارس دور الدب ولا أنا تشيخوف... ولم تمت أصلًا.
الحُب هو فعل الإدمان على فرح شريكك، بغض النظر عن أي شيء. كان الحوار الأخير تعبيرًا واضحًا فاضحًا عمّا يزعجك بالحقيقة: فرحها.
حديث شخصي جدًا.
قلت لك في الفقرة الأولى "دعني أوجه إحترامي الشديد لك" ثم قلت "احترامي الشديد الذي كان" وبما أنه كان، أي أنه غير قائم الآن، أي أن وجوده معدوم، و"أوجّه" هو فعل مضارع، لا يمكن للمفعول به ألا يكون موجودًا، على الصعيد العملي.
وبما أنني مصر على التوجيه، ولا يوجد احترام لأوجهه، فسأوجه "عدم إحترام"، وفي حال كان "عدم الإحترام" غير مفهوم لديك، فسأوضّح.
ففي تعريف عدم الإحترام كما أتى في معجم "الحلّيصي": "عدم إحترام المرء هو أن يُكَسكَس لأمه ويُلعن طعريس والده، وتُضاجع أخته في كل المضاجع مع كل رائي وسامع، ويجلس أخاه على خازوقٍ ناطحٍ للسحاب، أما هو، فتُخترق مؤخرته بحفّار آلي "كونغو" إذا تيسّر، أو مقدح "بوسس" إذا تعسّر."
إلا أنه وبحسب تعاليم الأولين، أن أنماط وقواعد تحديد المفعول به بفعل "عدم الإحترام" هي دقيقة، ما يخصّك منها أن تكون "حقير، منحط، مزبّل، مقرّن، لا مبالي بمشاعر الآخرين، إبن قحبة، معفّن، يعلم الله مع مين عم تطلع يا أخو المزبلحة، انشالله تكتشف إنو ابوك مش هو أبوك وإنك إبن جبريل الرجوب، متخلف، رجعي، نصّاب، واطي، مزبّل (قلناها مزبّل؟)، سافل، صغير، غبي، مراهق (مراهق مش كلمة عاطلة..تفكّرش إنو بسبّك)، يا رب تلاقي اختك نايمة مع كنغر.. أو وحيد قرن.. او أسد.. حتى لو كان الأسد إلي على دوّار المنارة..أو تطلع سحاقية(وهاي كمان مش مسبّة) وتلاقيها نايمه مع زرافة... (على أساس انو الزرافة أنثى..صحيح الزرافة أنثى ولا ذكر..طيب إذا أنثى شو اسم ذكر الزرافة؟ وإذا ذكر شو أنثى الزرافة.. عزيزي الدبدوب.. اجب على السؤال واربح معنا عضو جنسي اصطناعي تهديه لأخيك بمناسبة عيد العمّال).. وإنسان غير مسؤول وغير متّزن في علاقاتك الإجتماعية والعاطفية."
ومن هذا المنطلق وجدت انه من الملائم توجيه عدم إحترامي لك.

لك جزيل الشكر.
غبطة المُنَجنِج، عليّ الصلاة والسلام.

هناك 10 تعليقات:

ثلاثاء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
زفت يقول...

ههههههه

غبطتكم....ابدعتم.

سحقا للدباديب المقرنة

بس الاسد الي عا دوار المنارة خلو بحالو

PS: ذكر الزرافة إسمو تامر.

للعلم بس

م يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
م يقول...

برافو زفت...

وينتى بتحتب تستلم الجائزة؟ :)


تحيّة للأسد..والمنارة..ولكل شي "زفت" بهلبلد..
سلام يا رفيق

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

ممكن يا رفيق اقتبس رسالتك واغير بدل الدبدوب اكتب اسم شي كلب ابن كلب ؟
هو الصراحة كلب بس مش ابن كلب...

بس حبيت اوصلك كمان انه هناك كثيرات تضامنوا مع رسالتك...وكل وحده فكرت تغير شغلة بالرسالة علشان تحس انها مركز الحدث زي مثلا بدل ما يلعب كرة سلة , بيلعب في بيضات اللي خلفة...

م يقول...

طيب وشرف الكشّاف إنك باب اصلي.. ومش عارف ليش آخر..ولك انتي لازم تكون الباب الرئيسي والكل غيرك آخرين..

انت مثل حي عن أسباب ودوافع هجرة العقول.. أو البيضات.. عنجد...

يلا.. كمان نُص؟ .. صحّة.

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

بما اني السبب في هجرة العقول ترقبوا بوست عن موسم هجرة العقول...

ليش يا رفيق يعني انا السبب؟ شايفني بجمع العقول على حناتير, وبصدرها لباريس.. على اساس انها اكلة " غورمية" ؟

م يقول...

يا رفيق قصدي إنه إنتي مثال حي للعقل..أو البيضات.. المحاصرة (حلوة محاصرة؟) بدوافع هجرة العقول.

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

بيني وبينك المحاصرة اجت في وقتها

ملاك يقول...

معه حق الباب العالي, ممكن بتغيير تفصيلة لعب كرة السلة تنطبق الحكاية ع كتاااااااااااااااار بعرفهم,. ومنهم نفسي الاخرى (بفتح الالف او ضمها, لا فرق كبير فعلياً)

:) بلشت نهاري بضحكة معك, وع حالي

شي بيهوي هالحياة, قلتلي الحب هو ادمان سعادة الاخر؟
اخ-ر بس اخ-ي